Om منهج الدعوة عند أنبياء الله من خلال القصص ا
تبين لي بعد الدراسة المعمقة للقرآن الكريم وتركيزه على الجهود المبذولة والمعتبرة للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، أنهم اشتركوا جميعا في خط دعوي واحد، تمثل في دعوة أقوامهم إلى توحيد الله وإفراده بالألوهية والعبودية وحده دون سواه، وتبين لي أيضا أن كل نبي من أنبياء الله كان مدرسة دعوية مستقلة ومتفردة بوسائلها وأدواتها وأساليبها، حيث تنوعت بيئاتهم وأقوامهم ومواطنهم وإرثهم الوثني والجاهلي، ما أدى إلى تميز دعوة كل نبي عن الآخر بمميزات باتت جديرة بالدراسة والبحث، لتقديمها للطلاب الدعاة، المنخرطين في مشروع الدعوة الإسلامية الرائد. ومن هذا التصور ارتدت آي الذكر الحكيم باحثا عن المواضع التي تناولت كل نبي بعينه، بحيث شكلت من مجموعها صورة متكاملة عن دعوة كل نبي، بدت لي واضحة المعالم والقسمات في دعوات أنبياء الله نوح وإبراهيم ويوسف وموسى عليهم الصلاة والسلام.ولذا فقد اعتمدت على القصص القرآني، وعلى آي الذكر الحكيم لاستخراج كل مدرسة دعوية نبوية على حدة، فتبين لي أن نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام تميز بتجربته الدعوية، التي عنونتها بالألفية الصبيرية، ودعوة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالسياحة الملكوتية، ودعوة نبي الله يوسف الصديق الحليم عليه الصلاة والسلام بنوازع الحب والكراهية،. ودعوة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ومحاولاته المتكررة لصياغة الفرد وصناعة الكيان الأمثل.
Vis mer