Gjør som tusenvis av andre bokelskere
Abonner på vårt nyhetsbrev og få rabatter og inspirasjon til din neste leseopplevelse.
Ved å abonnere godtar du vår personvernerklæring.Du kan når som helst melde deg av våre nyhetsbrev.
يقترن فهم الإسلام والقرآن بالوحي، الذي هو أسبق من القرآن، لأنه يمثّل الأداة الطيّعة للإله وقناته الأساسية المصطفاة للعمل على انفراج النص القرآني للعالم الدنيوي. كما تُعتبر معرفة الوحي واحدة من التجليات السماوية لفهم الحيثيات الماورائية للخطاب العلوي الإلهي، وانكشاف قدرات الخالق في إدارة عملية الاتصال التي جعلت أثر الوحي في تبليغ الرسالة السماوية حدثاً مركزياً في نواة الدين، والحاصل الأصيل لفهم علاقة الأنبياء والرسل مع الله. هذا الكتاب، يناقش ظاهرة الوحي قبل انقطاع فعاليته، مع تثبيت وجود أثره سارياً في النص القرآني. ويقدّم تعريفاً لغوياً جديداً يختلف عن مُسمّى "الوحي"، وهو "الكالوم" أو "الناقول" بصفته المتكلم بنص القرآن كمعلم للنبي محمد (ﷺ) وسائر الأنبياء والرسل. ويُخضع الباحث مفهوم "الوحي" للمراجعة التاريخية من خلال تقديم تأويل جديد للآيات القرآنية الخاصة بالوحي، منطلقاً من الإقرار المنطقي بأن "نزول الوحي" هو أول وآخر حدث تاريخي ديني ما ورائي بين السماء والأرض، بوصف الحدث مركزياً في تنزيل أهم كتاب ديني "القرآن"، وانكشاف أبرز وآخر الديانات الإبراهيمية "الإسلام".
أراد المدير كعادته في تخويف القادمين رفع صوته، ومحاولة تضخيمه قدر الإمكان، وأغلق عينه حتى لا يعتريه الخوف، وتقدم خطوات ثلاث وقال ماذا تريد؟ جاء صوت هرصبوب مجلجلا كعادته مما جعل المدير يفتح عينيه ويهم بالفرار لولا أن أصبعا من يمين الزائر أحاط به، فاختار الهدوء فهو أحسن الخيارات المتاحة. قرر المدير أن الوثائق تعني القاضي الموجود في المقاطعة؛ فهو الآمر والسيد وبدونه لا نملك صرفا ولا عدلا. حمل هرصبوب ابنه في كفه وفتح رجليه ليضع الثانية أمام القاضي في أبي تلميت. ترك الحرس الباب ولاذوا بالفرار، وجاءت المقاطعة تسأل عن عمود النور الطويل والغريب وترددت حكايات أنه خطف سيارات كبيرة، وأخرى أنه من أكلة البشر.
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
العقيدة الدينية ليست وليدة اللحظة، بل هي متوارثة يأخذها الخلف عن السلف. تحافظ على أركانها الرئيسية وخطوطها العريضة، وقد يقوم كل جيل بتعديلها وتطويرها وتطويعها بما يتماشى مع التغيرات الاجتماعية، والحقبة التاريخية التي تمر فيها. هذا الكلام يصح على عقائد المجتمعات البدائية والديانات الوضعية كـ(عبادة الأرواح، والتوتمية، والبوذية، والكونفوشية، والزرادشتية، والسيخية، والطاوية... إلخ)، فالحضارات القديمة خلَّفت وراءها تراثًا تاريخيًا حافلًا بالآثار، والوثائق، والرموز التي تعكس معتقداتها وطقوسها وتوضح مراحل التطور والتغير التي مرت بها أديانها. أما الدين الإسلامي فهو خلاف ذلك تمامًا؛ أركان عقيدته واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ثابتة لا تتبدل ولا تتغير بتبدل وتغير الزمان والمكان، لكن الذي يتغير ويطوَّع مع الواقع الاجتماعي هو الجانب الفقهي الذي ينظم شؤون الناس وحياتهم. خلاصة القول العقيدة توضح طبيعة العلاقة بين الإنسان والعالم الغيبي، وترسم له تصور عن الأشياء الغيبية والمقدسة.
خلال سبعة عشر عاماً أمضيتها في السجن لم يُسمح لي إلا بالالتقاء مع اثنين من أصدقائي داخل السجن، هما وحيد ورائد، ألتقي بهم مرة واحدة كل شهر لمدة عشر دقائق فقط، وهي دقائق خاضعة لمزاج السجان والضابط المناوب، وحارس البوابة. إن الإفلات منهم جميعاً هو حلم أي أسير في هذا اليوم الموعود بدقائقه المعدودة. كنت أنتظرهم بلهفة، فاستيقظ باكراً وقد لا أنام إلا ساعتين في تلك الليلة من أجل الدقائق العشر. أحسب الأيام بالدقيقة والثانية وصولاً إلى تلك اللحظة التي يفتح فيها الحارس باب السجن بكل برود أعصاب وهو يردد إلى الموعد، هيا إلى الموعد، بسرعة. كانت تلك اللحظات بالنسبة لي إطلالة على الجنة من بوابة الجحيم.
همانطور که او با طبیعت تملک خود دست و پنجه نرم می کند ، تلاش می کند از زنی که دوست دارد
سَأَخرِقُ كَفَّ البُعدِ بالدَّمعِ مِثلَما يُفجِّرُ قطْرُ الماءِ في الصَّخر مَعلَما وأخنقُ أعناقَ المسافةِ طائرا إلى قِرطها حتى تَذوقَ وتَعْلَما أَكُنَّـــا لهـا بينَ الأنامِ وِراثَةً أ كانت بنا تَختارُ أنْ تتكَلَّما إذا رجَّعتْ ألحانَها كان جيدُها إذا واجهَ الأحداقَ منا تألَّما لقد رسمتْ فينا المسافة جُرحَها جِهارًا، فما أقسَى الجِراحَ وأظلَما
سَفَرُ القُلوبِ من الصُّدورِ عوارُها ووُجُومُها وجُنونها ودَوارُها يوم انتَدَبْنا للحياةِ صُدورَنا ما كانَ ظنًا أن يُدارَ قَرارُها كانت تُقيمُ بحُلْمِها في مأمَنٍ أحناؤهُ للقادمينَ سِوارُها لم يستشرْ رِمشُ العيون وُلُوجَها مِثلَ الضِّيَّاءِ ولم يُخِفْهُ جِدارُها الآن سدَّدت الرُّموشُ سِهامها نحو الصدور فأُخرِجَت أسرارُها والعاشقون صَدورهم مَغْلولَةٌ قدْ فَرَّ منها ليلُها ونهارُها
سأَنزعُ عن هذي الحروف مَنامَها لتكتبَ في برق العيونِ سَلامَها فكيف ينامُ الحرفُ في جفن ليلةٍ بها حُورُ شنقيطٍ تُعِدُّ سِهامَها ألسنا بهذا الحرف نرسمُ شِعرنا فإن نام روحُ الحرفِ لفَّت كلامَها وليس سوى بابِ الجنون لشاعرٍ سقتهُ حُروفُ الضادِ ليلا مُدامَها وُلدنا لضادِ العُربِ عُشَّاقَ لهفةٍ تَحِنُّ إلينا أو نحنُّ أمامَها تُقاسِمُنا الأرواحَ بالنصف لذَّةً ونُعطي لها عُمْرًا وتُعطي زِمامها
بعد أن رأيت ان الكثير من المؤرخين والنسابة يعرضون عن ذكر قبيلة الذواودة أمراء رياح من بني هلال، مع وفرة المصادر التاريخية التي ذكرت أحداثهم وتاريخهم مع أول دخول للعرب الهلالين للمغرب، فقد رأيت أن أجمع شتات تلك المعلومات لأخرج بمادة تثري نهم المتعلقين بالتاريخ وتروي عطشهم ومما لاشك فيه أن هذه القبيلة تمكنت من وضع بصمتها في التاريخ دون الحاجة لأخذ العون من أحد، وسوف اكون محايداً في بيان مجريات التاريخ مع إعطاء وجهة نظري الشخصية لبعض الأحداث الهامة التي حدثت، وقد قسمت هذا المبحث الى ثلاثة فصول تسهيلاً على القارئ وتقريب أحداث التاريخ بصورة سهلة ومتسلسلة قدر الإمكان بعد ان جمعتها من عدة مصادر تاريخية معتبرة لتوضيح الصورة وإزالة الغموض الذي اكتنف مسيرة قبيلة الذواودة. المؤلف
يقولون نَارُ الحُبَّ أصحابُها ضَلُّوا إذا اشتعلَ الإنسانُ فارَقَهُ الظِّلُّ ومن أين يأتي والدُّروبُ تفتَّقت وأيَّ طريقٍ في الفضا يَسْلُكُ الطَّلُّ سَأُرْجِعُ ظِلِّي رغمَ شَمْسٍ وعَينها فمنها دليلُ الظِّلِّ أودَعَهُ الكُلُّ وما عَجبي أن الشُّموسَ عَظِيمَةٌ وليس لها بعضٌ وليس لها جُلُّ وَهبتُ لمُلاَّكِ القلوبِ حُشَاشَتِي إلى حيث بي حَلَّتْ وحيث بنا حَلُّوا
تحتوي هذا الكتاب احداث ووقائع ثورة ايلول الكوردية في اقليم كوردستان العراق منذ اندلاعها في ايلول ١٩٦١ وحتى اذار ١٩٧٥، اضافة الى فصل خاص متعلق بثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ و الكورد و بما ان الكاتب كان احد المشاركين في ثورة فله مشاهدات و صور ووثائق من الواقع. This book contains the events and facts of the September Kurdish revolution in the Kurdistan Region of Iraq since its outbreak in September 1961 to March 1975, in addition to a special chapter related to the July 14, 1958 revolution and the Kurds, and the writer was one of the participants in the revolution, he has views, pictures and documents from reality.
لا تكتبي في صِحاف الأرض والزمَنِ شيئا فأسرارُها تَشتـــــــــاق للعلَنِ وخلِّدينــــي على أسوار أَخيِلتــي فالحُسنُ مُختزَلٌ للحُسنِ في الحَسَنِ أنا وأنتِ وموجُ النور يجمعُنــــا يكفي من العُمْرِ بيعُ العُمْرِ بالوَسَنِ فما السعادةُ في دنياكِ حاضرةٌ إذا أُعيدَ الهوَى للدّار والدِّمَنِ
انهمرت دموعها، وتهالكت، معتذرة بين شهقتين عن ظهورها بهذا الضعف وتلك الهشاشة، لم تر نفسها إلا وهي تبكي وبحرقة وقهر وندم، كان يستمع لها وهو يضع يديه على رأسه ويتساءل هل معقول في ناس بهذه الوحشية؟ أكملت قصتها، شفق لحالها نظر إليها بعطف، كل هذه المعاناة تواجهها لوحدها؟ أين كان هو؟ ختمت كلامها وبدأ صوتها بالارتفاع من شدة الانفعال والتأثر ناظرة أمامها كأن لا وجود له تصب جل غضبها على نفسها، كان يأسها وحيرتها وحزنها تفطر فؤاده. - انا قتلت ندى! انا السبب في موتها! قام من مقعده لرد الباب حتى لا يسمعهم من في الخارج...
أن المحنة التي خلقتها لنفسها الولايات المتحدة في العراق، لم تنعكس على هيبتها واقتصادها وقوتها فحسب، وإنما انعكست كذلك على معنويات أبنائها من الجنود، الذين سلكوا الانتحار طريقًا للهروب الأبدي من سياسة دولتهم، التي تشن حروبًا لا قانونية ولا أخلاقية ولا إنسانية.
تتعرض المنطقة العربية اليوم إلى تفتيت وتجزئة الإسلام كدين أممي إلى طوائف ومذاهب تحت تأثير عنصري إقليمي بقيادة ملالي إيران المتستر بإرهاب ديني في اليمن ومتدخلا بالمذهب في العراق ومليشاويا مخترقا الغالبية السنية خصوصا العربية في سوريا ولبنان، استفادت دولة الملالي من إقصاء أوباما السعودية عمدا عن مفاوضات الاتفاق النووي، لكن التمرد السعودي على أمريكا جعل ترمب يعيد مراجعة الاستراتيجية الأميركية تلقت دولة الملالي ضربة ليست على الخد بل على اليد بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي الإيراني ويريد أن يحاسب دولة الملالي كدولة مارقة على النظام العالمي ومحاسبتها على التدخل في المنطقة العربية الذي يهدد المصالح الأميركية، مع إعادة فرض العقوبات الاقتصادية بما في ذلك العقوبات الفرعية المفروضة على حلفاء الولايات المتحدة، وستتبع لاحقا حزم من العقوبات وأنماط الضغط الأخرى غير ذات الصلة بالقضية النووية، الهدف منها هو خنق اقتصاد الحرس الثوري التابع للنظام الحاكم بشكل خاص وهي قوة ناعمة أكثر تأثيرا من القوة الصلبة المتمثلة في إرسال مزيد من القوات العسكرية الأميركية إلى منطقة الشرق الأوسط.
لقد قامت الدول القومية الأوروبية إثر انهيار الإمبراطوريات، في التاريخ الحديث، على فكرة الاستقلال في جميع الميادين الجغرافية والاقتصادية والسياسية والثقافية. حيث تجسّد الاستقلال الجغرافي في حدود واضحة بين الدول الأوروبية، وتجسد الاستقلال الاقتصادي بالتنافس بين هذه الدول على تحقيق التقدم داخل حدودها، والهيمنة على الطرق التجارية والمواقع الاستراتيجية ومصادر الثروة والمواد الأولية في مناطق "ما وراء البحار". أما الاستقلال السياسي، فقد جسده مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعامل على قدم المساواة في علاقاتها الخارجية. وأخيراً، تجسد الاستقلال الثقافي من خلال اعتماد اللغة القومية وحدها وسيلة للعلم والثقافة والتخاطب. ومن المؤكد أنّ التجربة الغربية في بناء الدولة القومية، بكل تنوعاتها، ليست نماذجاً قابلة للتطبيق كما هي، بل هي تجارب عالمية، تتطور وتتقدم، وتجعل من المتعذر قيام أية نهضة حضارية حقيقية، وأي حلّ لقضايا المسألة القومية، في أي منطقة من العالم من دون تفاعل معها. فالغرب مازال يمتلك زمام المبادرة التاريخية، منذ أنجز ثوراته الديمقراطية الحديثة، ومنذ بنى دوله القومية الحديثة.
يتميز المجتمع السوري المتجانس، بالمجتمع السلطوي الذي أنتج أفرادًا لديهم الاستعداد الكبير للخضوع والتبعية لأسيادهم، ويعبرون عن إعجابهم الشديد بالسلطة، وحبهم الأعمى لها، إنهم يتلذذون بالإذلال إلى درجة تقبيل البساطير السوداء. إن أفضل تعبير عن علاقة هؤلاء المتجانسين مع السلطة الاستبدادية هو علاقة العبد بالسيد؛ إذ يكفي أن يقدم السيد للعبد حدًا معينًا من الطعام والحماية، لكي يعتبر العبد ذلك مبررًا لحبه وإعجابه بسيده، حتى لو كان سيده أبله. ونتيجة لما يتعرض له هؤلاء المتجانسون، بسبب جلوسهم الطويل في حضن السلطة، من قمع دائم، يحدث لديهم نوع من التوتر النفسي؛ لا يستطيعون التخلص منه بتوجيهه إلى مصدر التوتر -أي إلى حضن السلطة وممثليها- وإنما يسقطونه على الآخرين، الأضعف منهم، إنهم يتسمون بالشخصيّة المازوشية، فمن ناحية تبدي هذه الشخصية حبًا مطلقًا للسلطة التي تخضع لها، وفي الوقت نفسه تظهر نزعة عدوانية صريحة إزاء من تعتبرهم أضعف منها.
لقد عرَّفَ الأدباءُ والنقاد القدامى الشعرَ بأنه هو الكلام الموزون والمقفى، وأما المعاصرون فعرَّفوهُ بأنه لفظ ومعنى وينطبقُ هذا على هذا الديوان فهو يشمل أنماط مختلفة من الكتابات الأدبية النثرية والشعرية باللغة العربية الفصحى والعامية المصرية ونجدُ في بعض هذه القصائد الالتزام بالقافيةِ وبالشكل والبناءِ الخارجي للقصيدة العربية ولكنها غير مقيدة بوزن معين.
إن التقارب أو التباعد في الأفكار بين طرف وآخر، إنّما يتعلق بمفهومنا نحن تجاه الزمن ذاته. أعني إن نظرة وفكرة كل واحد فيّنا عن الزمن، سواء أن يجعله مستقلًا عن المادة أو متصلًا فيها، فإن الزمن يُعدّ من مكونات أو مقومات هذا الوجود بأسره، وإنه من الأدلة على إثبات وجود الله الخالق لكل شيء مرئي وغير مرئي. فالزمن الذي نحسه في الأوقات والأعمار والأجيال من دون أن نراه، إنما يُعدّ برهان على وجود الخالق اللامرئي. فإذا كان الزمن مرتبطا بالمادة التي بدأ منها التطوّر، بحسب المفهوم المادي، فمن المفروض أن يدركه الإنسان بشكل مباشر محسوس، كوّن أن الإنسان أسمى التطور الذاتي للمادة، وبما أن ذلك لا يكون، إذن فإن الزمن من مقومات الوجود لوجود الخالق اللامنظور.
كانت المآسي والصراعات تجهز نفسها ... لبست السواد ... أشهرت سيوفها ورماحها وكسرت أغمادها، حتى لمعت أسنّتها مع انتصاف الشمس في السماء، حينها غار الماء وجفّ الزّرع ونبت الشوك حول المكان. اصطفّت المآسي تحاذي بعضها، تستعد وتتقدم خطوة خطوة كمحارب مدرّعٍ بالحديد مستعدٍ للقتال ... أَنشَبَت أظفارها وكشّرت عن أنيابها التي تقطر منها الدماء ... لم تقرأ عن الرحمة شيئا، ولم تسمع من واعظٍ أو معلمٍ أي قيمةٍ إنسانيةٍ أو حتى بهيمية. كَبُرت المآسي وترعرعت في بلدٍ اتسمت ملامح الناس فيه بالوجوم، بلدٍ بات فيها الموظف متسولاً بأدب، وشبابٍ كبح طموحه بضجةٍ وصخب، وشعبٍ منهكٍ لاهثٍ وراء الأمل، ينظر للهجرة كمخلصٍ نزل من السماء يحمله على أجنحته الناعمة إلى العلياء. لم تكن المآسي ضيفاً جديداً على هذا الشعب، لكنّ اللافت فيها الآن هو زخمها ونفاذ تأثيرها في الناس ... فهي لباسهم كل يوم، لم يخلعوه منذ 14 عاماً من هذه الرواية عن أجسامهم. فيا ليت روايتي تُمسك بمقود العالم لتوجّهه إلى بلادي، فتكشف الطريق للمكفوفة بصائرهم، وتُسمعَ كلماتِها من به صممُ، وتنفُخُ الروحَ في الأصنام الجاثمة على عروشها، أو تُقيلهم من مناصبهم، فيكونوا في قبورٍ تناسبُ أجداثهم. فيا أيها العالم، إليك روايتي.شعبن وليد صباح
Abonner på vårt nyhetsbrev og få rabatter og inspirasjon til din neste leseopplevelse.
Ved å abonnere godtar du vår personvernerklæring.